جلست بجانبها وهي منزوية في هدوء وترقب تابعتها بحرص
علما أنها لم تنبت ببنت شفة
تتمتع بشخصية جذابة ومحاطة بجماهيرية وشعبية لامثيل لها
يتأثر بها كل من خالطها وكل من اقترب منها
تمنى أن يمتلك صفاتها لا تقاطع ولا تشيح بوجهها
بل تنظر لحين انتهاء محدثتها وتتفاعل معه بصدق دون تمثيل
شد انتباهي إنصاتها للأخريات..كنت أتابعها عن كثب
تنصت بعينيها وبأذنيها ...بسيطة رغم حضورها الملفت للنظر ..
.دخلت معها في حديث هامس ..
قالت : تحدثي بصوت مسموع
ولننصت جماعة ياصديقتي فالأحاديث الجانبية غير مرغوبة
في مجلس كهذا ?..
قلت لها : ولكني لا أجيد التحدث بصوت عالِ وطبعي خجول
قالت : العلاقات الطيبة بينك وبين الناس لهى الكنز الثمين
وكل شيء ذاهب إلا ماتركت به أثرا..
ولايمكن أن يحدث هذا إلا إذا كنت متصالحة مع نفسك
وتجيدين فن التعامل معها
كي تنجحي وتصلي إلى قلوب الناس وعقولهم
لايكفي ياعزيزتي أن تبني قصرا وتضربي له سبع أبواب
وتجعلي له سلما لتصعدي لأعلى برج فيه
وتحدثيهم عن بعد وتكتفي بزمرة معينة أقل من أصابع اليد يستمعون لك
ويؤيدون ماتقولينه وتوافقك ظاهريا وقلوبهم شتى ..
ثم أن هذه العينات ستتخلص منك مع أول مصيبة تحل على أم قشعم رأسك.؟!!..
أنصتي ثم أنصتي ثم أنصتي
حتى لو شعرت بالضيق ..
وقيسي على نفسك لمن تحبي أن تفضفضي
إذا كنت مكروب متضايقة أو حتى تكادين تطيرين فرحا
أكيد ستتحدثين لمن يحسن الإنصات لك
حتى وإن اختلف الفارق السني أو الفكري أو العمري
طبيعة النفس البشرية تميل لمن يحسن الإنصات
ياصديقتي من هم المقربات لك ..
تحدثينهن وتلجئين لهن لتفرغي همومك وأتراحك
لاتقولي لي الكل صديقاتي ؟؟!!
صديقتك من تشعرك بالاحتضان والتقدير
فما أجمل أن يسمعنا الآخر
ويوليك عينا وأذنا صاغية ..
وبهدوء ووقار يتبدل حينها شحنات الغضب والحزن
ماأجملها من خدمة جليلة لاتحتاج إلى صكوك وأموال
فهي بدون مقابل مادي
خذي مثالا وأنموذجا وسأترك لك الحكم
دخلت لأراجع أوراق لأختي الصغرى لالتحاقها بالجامعة
موقف لن أنساه من تلك الشمطاء الجالسة على كرسيها الكشخة الدوار
تلتفت يمينا ويسارا وشرقا وغربا ..
جعلتني أطاردها من أجل توقيع ...
المشكلة أن رؤساءها راضين عنها تمام الرضا
ويدعون أنها مخلصة بعملها لأبعد الحدود
مالفت نظري شهادات الشكر من المدير الفلاني
وبطاقات التميز من المسؤول العلاني .
وتلفوناتها المتناثرة على مكتبها ألأنيق ..
قلت لها : هذه المعاملة لاتحتاج إلا لتوقيعك
قالت : من سمح لك بالدخول قلت السكرتيرة
قالت : اذهبي لها وضعي معاملتك عندها وتعالي غدا
أتيت اليوم الثاني والمعاملة على حطة يدي
لم تمسسها سكرتيرة ولاحتى فراشة أو مراسلة
فنقلتها مرة أخرى لها
قلت : هي كاملة ولا تحتاج إلا جرة توقيعك الميمون
هزت رأسها القابع بين أوراق قديمة يعلوها غبار أيام منصرمة
وأشارت بيدها ضعيها هنا
وخرجت وأنا أحدث نفسي وأدعو عليها إما يأخذها ربي أو يصلحها
ثم مالبثت الأيام دارت كرحى الحرب
وإذ بهذه المسؤولة يحين وقت الصفر والتقاعد
وكانت من ضمن المكرمات
شاهدتها منزوية على إحدى المقاعد القديمة
تنتظر دورها لتأخذ مستحقاتها ومالها وماعليها
والغريب عندما نادوا اسمها لم أسمع تصفيق حار ولا بارد
للأسف هي الآن تعاني مما فعلته وهي مسؤولة
وتعامل نفس المعاملة والمشكلة أنها مقهورة وممتعضة ؟؟
قلت : لها أين أنت من هذا عندما كنت على رأس العمل؟!!
الآن تنادي بالعدل والإنصاف !!
وتناسيت بأن الكلمة الطيبة لاتباع ولا تشترى
وقتها كنت تضحكين وتستهزئين
والآن أذكرك!!
ولكن ليس كشعاراتك الورقية
التي تقرأيها أمام الزوار والمسؤولين
نعم الكلمة الطيبة لاتباع ولا تشترى
فقط تنبع من داخل نفسك وتطبقيها أولا قبل أن يتفوه لسانك بها
قلمك الذي تكتبي بهي يسيل حسنا وأفعالك تفوح قبحا
فلا تجعلي ماتفعلينه يختلف عما تقولينه
فتختلط سواد أفعالك بسواد حبرك
لاتنظفه أقوى المزيلات الكيماوية لأنه سيحفر نقاطا قاتمة في كل قلب
وقد يقترف ويقلد كل من سار على دربك
وران قلبه غيا ظنا منه أن هذا هو الطريق السليم للوصول لأعلى السلم
ماضرك لو لسانك تحدث بإحسان لن يشل ويخرس ..
ويدك لن تقطع لو كتبت ما ترضي به شعور الآخرين
و طبعت نقطة من البياض على قلوب المهمومين
تنير طريقهم وترشدهم..(عطاف المالكي)
علما أنها لم تنبت ببنت شفة
تتمتع بشخصية جذابة ومحاطة بجماهيرية وشعبية لامثيل لها
يتأثر بها كل من خالطها وكل من اقترب منها
تمنى أن يمتلك صفاتها لا تقاطع ولا تشيح بوجهها
بل تنظر لحين انتهاء محدثتها وتتفاعل معه بصدق دون تمثيل
شد انتباهي إنصاتها للأخريات..كنت أتابعها عن كثب
تنصت بعينيها وبأذنيها ...بسيطة رغم حضورها الملفت للنظر ..
.دخلت معها في حديث هامس ..
قالت : تحدثي بصوت مسموع
ولننصت جماعة ياصديقتي فالأحاديث الجانبية غير مرغوبة
في مجلس كهذا ?..
قلت لها : ولكني لا أجيد التحدث بصوت عالِ وطبعي خجول
قالت : العلاقات الطيبة بينك وبين الناس لهى الكنز الثمين
وكل شيء ذاهب إلا ماتركت به أثرا..
ولايمكن أن يحدث هذا إلا إذا كنت متصالحة مع نفسك
وتجيدين فن التعامل معها
كي تنجحي وتصلي إلى قلوب الناس وعقولهم
لايكفي ياعزيزتي أن تبني قصرا وتضربي له سبع أبواب
وتجعلي له سلما لتصعدي لأعلى برج فيه
وتحدثيهم عن بعد وتكتفي بزمرة معينة أقل من أصابع اليد يستمعون لك
ويؤيدون ماتقولينه وتوافقك ظاهريا وقلوبهم شتى ..
ثم أن هذه العينات ستتخلص منك مع أول مصيبة تحل على أم قشعم رأسك.؟!!..
أنصتي ثم أنصتي ثم أنصتي
حتى لو شعرت بالضيق ..
وقيسي على نفسك لمن تحبي أن تفضفضي
إذا كنت مكروب متضايقة أو حتى تكادين تطيرين فرحا
أكيد ستتحدثين لمن يحسن الإنصات لك
حتى وإن اختلف الفارق السني أو الفكري أو العمري
طبيعة النفس البشرية تميل لمن يحسن الإنصات
ياصديقتي من هم المقربات لك ..
تحدثينهن وتلجئين لهن لتفرغي همومك وأتراحك
لاتقولي لي الكل صديقاتي ؟؟!!
صديقتك من تشعرك بالاحتضان والتقدير
فما أجمل أن يسمعنا الآخر
ويوليك عينا وأذنا صاغية ..
وبهدوء ووقار يتبدل حينها شحنات الغضب والحزن
ماأجملها من خدمة جليلة لاتحتاج إلى صكوك وأموال
فهي بدون مقابل مادي
خذي مثالا وأنموذجا وسأترك لك الحكم
دخلت لأراجع أوراق لأختي الصغرى لالتحاقها بالجامعة
موقف لن أنساه من تلك الشمطاء الجالسة على كرسيها الكشخة الدوار
تلتفت يمينا ويسارا وشرقا وغربا ..
جعلتني أطاردها من أجل توقيع ...
المشكلة أن رؤساءها راضين عنها تمام الرضا
ويدعون أنها مخلصة بعملها لأبعد الحدود
مالفت نظري شهادات الشكر من المدير الفلاني
وبطاقات التميز من المسؤول العلاني .
وتلفوناتها المتناثرة على مكتبها ألأنيق ..
قلت لها : هذه المعاملة لاتحتاج إلا لتوقيعك
قالت : من سمح لك بالدخول قلت السكرتيرة
قالت : اذهبي لها وضعي معاملتك عندها وتعالي غدا
أتيت اليوم الثاني والمعاملة على حطة يدي
لم تمسسها سكرتيرة ولاحتى فراشة أو مراسلة
فنقلتها مرة أخرى لها
قلت : هي كاملة ولا تحتاج إلا جرة توقيعك الميمون
هزت رأسها القابع بين أوراق قديمة يعلوها غبار أيام منصرمة
وأشارت بيدها ضعيها هنا
وخرجت وأنا أحدث نفسي وأدعو عليها إما يأخذها ربي أو يصلحها
ثم مالبثت الأيام دارت كرحى الحرب
وإذ بهذه المسؤولة يحين وقت الصفر والتقاعد
وكانت من ضمن المكرمات
شاهدتها منزوية على إحدى المقاعد القديمة
تنتظر دورها لتأخذ مستحقاتها ومالها وماعليها
والغريب عندما نادوا اسمها لم أسمع تصفيق حار ولا بارد
للأسف هي الآن تعاني مما فعلته وهي مسؤولة
وتعامل نفس المعاملة والمشكلة أنها مقهورة وممتعضة ؟؟
قلت : لها أين أنت من هذا عندما كنت على رأس العمل؟!!
الآن تنادي بالعدل والإنصاف !!
وتناسيت بأن الكلمة الطيبة لاتباع ولا تشترى
وقتها كنت تضحكين وتستهزئين
والآن أذكرك!!
ولكن ليس كشعاراتك الورقية
التي تقرأيها أمام الزوار والمسؤولين
نعم الكلمة الطيبة لاتباع ولا تشترى
فقط تنبع من داخل نفسك وتطبقيها أولا قبل أن يتفوه لسانك بها
قلمك الذي تكتبي بهي يسيل حسنا وأفعالك تفوح قبحا
فلا تجعلي ماتفعلينه يختلف عما تقولينه
فتختلط سواد أفعالك بسواد حبرك
لاتنظفه أقوى المزيلات الكيماوية لأنه سيحفر نقاطا قاتمة في كل قلب
وقد يقترف ويقلد كل من سار على دربك
وران قلبه غيا ظنا منه أن هذا هو الطريق السليم للوصول لأعلى السلم
ماضرك لو لسانك تحدث بإحسان لن يشل ويخرس ..
ويدك لن تقطع لو كتبت ما ترضي به شعور الآخرين
و طبعت نقطة من البياض على قلوب المهمومين
تنير طريقهم وترشدهم..(عطاف المالكي)
تعليقات
إرسال تعليق