كان صرحا خشبيا فهوى بقلم (عطاف المالكي)

كان صرحا خشبيا فهوى بقلم (عطاف المالكي)
كان صرحا خشبيا شامخا ..شاهقا فهوى بي
حطه السيل من علي
لاأعلم كيف وصلت أعلى درجة ؟!
غير أنه مازال يطوح بي
وأنا متشبثة به بعزم وقوة
ارتج من تحت أقدامي لم أشعر به
كنت أظنه يتحمل ثقل عزيمتي
وإصراري على المواصلة والنجاح
خذلني عندما وصلت أعلاه
صحوت من كابوس كنت أظنه حلما مشرقا ؟!!
قيل لي أن سلم الصعود من الخشب نفاق
ورياء ونكد وتعب ؟!!
لم أصدق؟؟!
لماذا ياأيها السلم الخشبي جعلتني أثق بك وأصعد بكل
عزيمة وثبات ؟؟!
لماذا لم تتشكى من وقع أقدامي ووزني الذي ناء على
حجمك الفارغ من الداخل ؟؟!
ظننتك تتحمل أطنان من الأوزان
فصعدت وكلما ثبت قدم تقول لي هيتي لك
وارق ثم ارق
صدقت وكنت أرجو السلامة والثبات في كل الأمور
وفجأة وبدون مقدمات ...هبااااااااااااااااا
ارتجت الأرض من حولي
وضاقت بي الأرض بما رحبت
وأنت تتزعزع وتتطوح بي
ذات اليمين وذات الشمال
وأنا أصرخ أنقذوني
نزلت وكنت أرجو الستر والسلامة والثبات
نزلت وقدمي تخشى الانزلاق
نزلت مع ظني أني صعدت ؟!
نزلت وتذكرت أن الخشب ليس حديد ؟!
شتان بين الصلب الصب بقالب واحد
وبين البرواز المملوء هواء !!
نزلت رغم حزني الشديد أنك أخر من انتزع شعرة الأمل البيضاء
في حلكة ظلام النفاق
نزلت وكلي قنوط وحبور وأقدامي تتراجع للوراء
ولكن هذه المرة كنت على يقين
أن نزولي سلامة لي
لم أعد أثق بأي صعود حتى باتت أقدامي تخشى العتبات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نقاء الثعالب وبراءة الحرباء ...!!بقلم عطاف المالكي

الحديدة الفاسدة تتحدث عن المعادن النفيسة