مدرستي العتيقة والعم حسن ..!!!بقلم عطاف المالكي

مدرستي العتيقة والعم حسن ..!!!
سنون على الطفولة ومراهقة الطيش مازلت أتذكر حقبتها النقية وأيامها السعيدة
كيد ولؤم طفولي أرعن لايؤذي أحد نحيك مقالب ساذجة .. نتواعد مع ا لشلة في حلقة دائرية..
وفي ركن محدد نختاره كأنه ملك خاص لنا بصك شرعي؟؟!!
الويل والثبور لمن تطأ أقدامها المكان !!
أما المستضعفات لا يجرؤن النظر ولو عن بعد ??!!
في تلك المرحلة كانت آذنة المدرسة تلاحقنا كظلنا
ضقنا ذرعا من محاصرتها وحركاتها البلهاءبدرجة امتياز !!تشي بكل شاردة وواردة 
أطلقنا عليها (دبوس) لقب يليق بها تنقل الحدث حسب تخيلاتها 
إلى حين وصولها الإدارة تكون قد حبكت قصص وحكايات 
موسوعة من المؤلفات والحبكة حسب الحدث 
سقطات أطفال تصبها في أذن مديرتنا الفاضلة التي
تستأنس تكبير الحبة لتجعل منها قبة !!
وتفتعل مشكلة من لامشكلة وتتناسى مهمتها في هذا المكان 
لتضع رأسها برأس جاهلة وتقتل براءة في الوقت الذي تكون الطالبة
أحوج لقلب حنون وتوجيه تربوي يليق بمكانة الصرح والمربية ؟؟!! 
بدورنا نفرغ شحنات الغضب والاحتجاج على العم حسن زوج الآذنة 
المغلوب على أمره وعند وقت الانصراف
نبدأ بالشقاوة والاستظراف ونقول ...عم حسن نادي توني 
وأي اسم تستحضره ذاكرتنا نمليه عليه
وهو يردد مايسمعه في جهاز الميكرفون
وبمكر طفولي نضحك وهو يصرخ توني طلال محمد عبدو 
ثم اكتشف اللعبة بعد أن لفتت نظره إحدى المربيات الفاضلات ..!! كبرنا ونسينا الشقاوة 
إلا أن مدرستي العتيقة والعم حسن وزوجته مازالا يحرسان المكان يرتدي جبته البالية 
يتدثر بها صيفا وشتاء , يحتسي قهوته في غرفته البائسة يطل من النافذة يراقب المارة !!
عندما وقع نظري على العم حسن شعرت بالخجل من تصرفاتي 
الرعناء لأني كنت رأس الحربةوزميلاتي ينفذن..!! بكل سذاجة 
مررت بالسيارة أنظر على أطلال أيام جميلة بريئة ولت وانقضت لانفكر إلا ماذا نفعل 
شعرت بحنين لزميلات تلك المرحلة كم لعبنا وجرينا ضحكنا وبكينا ...
فرقتنا الأيام وكل واحدة شقت طريقها وماكتبه الله وقدره 
ومدرستنا الأثرية صامدة تستقبل أفواج وتودع أفواج تتحدى الزمن 
وكأنها كتاب يطوي صفحاته التي تشهد تطاول أمده .
مازلت أحدق من وراء الزجاج على العم حسن وهو يتأمل وجوه العابرين بنظارته السميكة
تعجبت من صمود كهل يحرس مؤسسة تعليمية وقد بلغ من العمر عتيا ؟
هل يستطيع دفع الأذى والخطر إذا وقع جلل أو مكروه..!!
رفعت جزء من غطائي لأرى صفوف الطالبات المندفعات من البوابة الخارجية ,
وحالة من الهستيريا ولغط وفوضى 
رفعت جزء من غطائي لأرى صفوف الطالبات المندفعات من البوابة الخارجية ,
وحالة من الهستيريا ولغط وفوضى والعم حسن يتادي بصوته مسه الوهن والكبر 
لم يمهلني السائق لأسترجع حنين الطهر والبراءة وغذى السير مسرعا بعيدا 
إلا نواقيس الذكريات تتأرجح أمامي تعاودني بين الفينة والأخرى ..!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبحث عن شبيه أبي

نقاء الثعالب وبراءة الحرباء ...!!بقلم عطاف المالكي

ثعلب مقطوع الذيل ..!!!.(بفلم عطاف المالكي)