اجترار ماض بقلم عطاف المالكي

اجترار ماض بقلم عطاف المالكي  
في صبيحة نهار صيفي
كانت جالسة في حجرتها ساهمة مهمومة
في يوم كله فراغ ……………!
راقبتها وهي تخطو بحرص شديد تمسح بقايا غبار عالقة على كتبه
……
اقتربت منها ,وعينيها متحشرجة.
احتبست بقايا الدمع فيها
كملح أجاج في ماء عذب !!…
 رمقتني .بنظرة خاطفة ... أما كفاك مراقبتي أيتها الفضولية؟؟!!
قلت هلا سمحت لي أن أغوص ولو لحظة في صميمك
..ألمك …وحشتك …شوقك ..غضبك ..نفورك ..
دعيني أحس بك ؟!
هل تخشين أن يسقط ذلك  القناع الدفين في غياهب جب أحزانك؟؟؟
قالت
مآبك تثرثرين؟!
قلت الكلام مجاني لم يضعوا عليه ضريبة بعد ؟!!
إن شئت اسمعي لأكسر وحشة صمتك
وإلا اتركيني أسلي نفسي
شاحت بوجهها عني  
 مستقبلة النافذة المطلة على بعض الحقول 
 لحقت بها أشاركها النظر   لسرب الطيور المحلقة في الفضاء
وعصافير اتخذت من بعض أشجار حديقتها أعشاشا لها
وأشجار أخرى ملقاة على الأرض منزوعة من جذورها !!
أطلقت عناني لسحابة ملونة بزرقة داكنة
تخيلتها هي الأخرى حزينة مثلها
ثم رجعت أداعبها ….
مددت يدي أربت على كتفها
العزلة والوحدة تتجسد أمامها..
تجتر ذكرياتها الماضية مع رفيق دربها
أتأمل ذلك الجبروت …ياألله
تتخيل الحياة أمامها غائمة بلا أمطار وأرض بلا عشب
عمرها شارف نصفه .. ذهنها متوقد 
 تسترجع تلك السنين
المنصرمة
تبث ماضيها وتبحث عن ثناياه لتكتشف
أنها معبأة بفيض من الحنين لهذا الماضي
تتنفسه وتبحث عن تفاصيله ؟؟؟!!
حدثتها…. همست لي…. أيامي ولت يابنتي ..طواها الزمن وما تبقى منه
فقد حفرته السنون عميقا في جسدي
آآآه وددت أن أضيف عمري لعمرك 
استرقت النظر لدموعها وهي تنزلق من بين أجفانها تتساقط بغزارة
تستعرض شريط ذكرياتها المحفورة على أطلال اجترار  ماض  حي بقلبها وفي كل جزء من كيانها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبحث عن شبيه أبي

نقاء الثعالب وبراءة الحرباء ...!!بقلم عطاف المالكي

ثعلب مقطوع الذيل ..!!!.(بفلم عطاف المالكي)