قلب أسود بقلم (عطاف المالكي)

قلب أسود بقلم (عطاف المالكي)
تتنقل بين أرجاء منزلها الصامت, الخالي من دفء ألمشاعر
بخطوات مثقلة هموما .......
.رسمت في ساعة خلوة على ورقة قديمة ملقاة على مقعده الخشبي .قلب كبير فارغ من الداخل ,,,
أحبت أن تملئ ذلك الفراغ بلون جميل . بحثت في أدراجه المتكدسة بأقلامه الملونة فوجدتها جميعا
بلا لون ووقع بصرها على قلم فاخر والتقطته وبدأت تحدد ذلك القلب ويا لدهشتها !!
عندما اكتشفت إنه اللون الأسود ,ثم تأملته عن قرب
وحاولت أن تضيئه بشموع الأمل ولكنها فشلت .. !!
سمعت صوت الهاتف
خبأته في طي كتاب مهجور لتعود إليه فيما بعد
وتصلح ذلك السواد الذي لون حياتها
الأبيض عندها لايعني النقاء هو الفراغ القاتل .... !!! ..
ستائر غرفها بيضاء وحائط منزلها وأثاثه أبيض
ياإلهي إنه يذكرها بأن الحياة فيه ليست لها قيمة ؟.
هو يلبس ثوب أبيض وشماغ أبيض وملابسه الداخلية
والخارجية كلها بيضاء وقبل أن يخرج
يضع طبقة بيضاء على وجهه ويرش قطرات من العطر الأبيض الشفاف
ويمضي يمارس حياته المثالية خارج أسوار بيته
نصائحه درر موقوتة منقوشة على رأس لسانه
موزونة مرتبة يلقيها أمام العامة والخاصة ؟؟!!
ياله من بارع فنان في تلميع وتجميل قالبه الخارجي
يلعب به كيفما يشاء يشكله كمعجون صلصال
هين لين مطواع بين يديه ثم ينزعه ويتخلص منه
بنفس البراعة عندما ينتهى من مهمته
يدخل منزله يستعيد لونه الأصلي ؟!!
هي تحث الخطى لتدس قلبه الأسود ولو رآه بين يديها
لجن جنونه ,يراقبها وهي مدبرة .. . يشاهد طرف ورقتها البالية مطوية قابضة عليها بقوة !!
تخشى أن يكتشفها تسرع لتخفيها في موضع آخر بعيدا عن عينيه ...يسألها مالذي يشغلك ولماذا تدورين في حلقة مفرغة ؟؟!!
لم تجب على سؤاله اطمأنت على قلبه الأسود
وغادرت بعد أن غط في سبات عميق ,تمنت أن يضرب الله
على أذنيه(( نومه أهل الكهف )) ويلبث سنين عددا لايحرك ساكنا
كانت تسمع جارتها وهي تردد عبارة ((نومة الظالم عبادة .))؟؟!!فتمتمتها بسرها
انتهت من تنظيف وكنس وطبخ وأعباء أخرى ...
مشت على رؤوس أصابعها تحدث نفسها .
ماذا لو غيرت اللون .مدت يدها ورفعت الوسادة وقلبها مشغول
بقلبه الأسود وأنه في مكانه الذي احتفظت به
...... هدوء يخيم على مملكتها ؟؟!! إلا من غرفته المنكوبة ,
التي تضم جثته المكومة على سرير مهلهل , انتزع الزمن مساميره
ودعاماته الحديدية يتهزهز مع كل شهقة وزفرة منبعثة من أنفاسه
هربت مسرعة من شخيره المدوي ,
كصرير ريح في يوم عاصف ... وخطواتها تسابقها خشية منه ,
علق ثوبها بشماعة ملابسه ..طاحت أرضا مخلفة صوت ارتطامها
وملابسه البيضاء التي تطايرت هنا وهناك , ينهض وعيناه تقدح حقدا وضغينة ,,,
ينادي بصوت أجش ماذا تفعلين وعما تبحثين ؟؟
يلح على استنطاقها ...يفتش سترته وثوبه الأبيض ,
يخشى أن تسطو على غموض أسراره ؟؟!! ..ثم ينتقل لمحموله
كل شيء في مكانه ؟؟!!
أخرجت له قلبه الأسود وأهدته إليه مرة أخرى .
يفتح صندوقه السحري الطافح بألوانه البراقة ليجدد أقنعته
يكرر دورته التي بدأ ها ويلبس ثوبه الأبيض ,وحذاءه الأبيض .يمتطى سيارته البيضاء
ويحتفظ بقلبه الأسود !!؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبحث عن شبيه أبي

نقاء الثعالب وبراءة الحرباء ...!!بقلم عطاف المالكي

ثعلب مقطوع الذيل ..!!!.(بفلم عطاف المالكي)